لابورتا قلب الموازين: برشلونة يسود وريال مدريد عليه الاستفاقة

يقول الصحفي جوان مي باتل، بصحيفة سبورت الإسبانية، من كان يصدق أن ما بدا قبل عام وكأنه فوضى تامة داخل جدران برشلونة، يتحول اليوم إلى مشروع ناجح ومتماسك، بينما يبدو ريال مدريد وكأنه يعيش بداية دوامة تشبه ما عاشه غريمه سابقًا؟
قبل 12 شهرًا فقط، بدا برشلونة في مهب الريح، حيث رحل تشافي وسط ضباب، والنادي سلّم زمام الأمور لمدرب ألماني خرج من منتخب بلاده مطرودًا، والأزمة المالية لا تزال خانقة.
دخل برشلونة موسمه الماضي الاستثنائي لا صفقات ضخمة، لا ضوء في نهاية النفق. أما مدريد، فكان يُحلّق. كل شيء كان يُشير إلى هيمنة طويلة الأمد: دوري أبطال جديد، ملعب فخم، وعد جماهيري بقدوم مبابي، وتفاؤل لا سقف له.
الغرور المدريدي.. والنهوض الكتالوني
لكن، كما يقول باتل، كرة القدم لا تعترف بالأمنيات، بل تحاسب على التفاصيل، وغرور ريال مدريد – سواء من الإدارة أو اللاعبين – تسبب في تجاهل علامات التراجع، بينما برشلونة، بصمت، بدأ بناء ما يشبه الثورة التكتيكية والنفسية.
هانز فليك لم يحتج وقتًا طويلًا ليصنع فارقًا. بمجرد قدومه، عاد النظام، والانضباط، والعقل. لا صخب إعلامي، لا وعود وهمية. فقط عمل. النتيجة؟ لامين يامال تحوّل لنجم عالمي، بيدري استعاد مستواه، رافينيا بات حاسمًا، ليفاندوفسكي تجدد، وكوندي وجد راحته.
لامين يامال يعلن استقلاله: عقبات منتظرة قبل قمة المجد https://t.co/tKQJmfprYT
— في ملعبك (@femal3bk) July 19, 2025
كل هذا تم دون صفقات مبالغ فيها، بصفقة رئيسية واحدة فقط: داني أولمو بـ60 مليون يورو، بينما اعتمد الباقي على أبناء الكانتيرا وتطوير المجموعة المتوفرة.
ريال مدريد.. في قلب الإعصار
على الجهة الأخرى، مدريد أنفق 180 مليون يورو، لكنه لا يزال يبحث عن التوازن. فريقه منقوص، خط وسط مزدحم ولكن بدون شخصية واضحة، دفاع مهتز، وهجوم غير مكتمل. الأسوأ، أن القيادة الفنية الآن بيد تشابي ألونسو، مشروع مدرب، وليس منقذًا، في بيئة مليئة بالأنا والصراعات.
فلورنتينو بيريز، الذي اعتاد أن يُسيّر النادي بـ”الهيبة”، يواجه الآن مواقف لا تحل بالمال فقط، وأزمة غرفة الملابس تتصاعد، والمستقبل يبدو أقل وردية مما كان قبل عام.
باتل يختتم مقاله بتحذير صريح: “إذا لم تُنزع الألغام الداخلية في مدريد قريبًا، سينفجر الديناميت”. لأن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الأسماء أو الملاعب، بل في الغرور، والقرارات المؤجلة، والاعتقاد أن الماضي يكفي لبناء المستقبل.
أما برشلونة؟ فهو الآن لا ينظر إلى الماضي، بل يركض بخطى ثابتة نحو ما هو قادم، وهو يعلم تمامًا أن العبرة ليست بالبداية، بل بمن يصل أولًا إلى خط النهاية.